کد مطلب:103440 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:245

خطبه 005-پس از رحلت رسول خدا











[صفحه 81]

(لما قبض رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و خاطبه العباس و ابوسفیان بن حرب فی ان یبایعاله بالخلافه). و ذلك ان اباسفیان اراد الفتنه و جعل المسلمین بعضهم یضرب وجه بعض، حتی ینتهز فرصه لارجاع الناس الی الكفر، فجاء و استصحب العباس، و هو لا یعلم بالمكیده- یستنهضان الامام علیه السلام للقیام بطلب حقه و اقصاء القوم. (ایها الناس شقوا امواج الفتن بسفن النجاه) فكان الفتن مثل امواج البحر التی اذا غمرت شیئا اغرقته، و سفن النجاه هی الطرق الموصله الی رضوان الله سبحانه، و شقها كنایه عن السیر فی الطریق القویم الموجب للوصول الی الساحل. (و عرجوا) ای میلوا و اعزفوا (عن طریق المنافره) ای منافره بعضكم لبعض، و النفره هی الابتعاد عن كره (وضعوا) ای اتركو (تیجان المفاخره) عن روسكم، فان الذی یفتخر كانه شمخ براسه و وضع علیها تاجا من الافتخار كتیجان الملوك، فالامام یامر بالتواضع (افلح من نهض بجناح) ای فاز بالظفر من نهض بالامر و كان له جناح یساعده، و قد كانت الجمل لردع ابی سفیان عن المفاخره بعلی علیه السلام فی قبال اولئك الغاصبین و هذه الجمله و ما بعدها لبیان عذره علیه السلام فی تركه الامر و عدم نهوضه حیث لا جناح و لا انصا

ر له، و قد شبه الانصار بالجناح، لانه كما یطیر الطائر بجناحه كذلك ینهض الناهض بانصاره. (او استسلم) و لم ینهض (فاراح) الناس و اراح نفسه یوقعهم فی المهلكه، و لم یوقع نفسه فی المذله، یقال قیل لعنتره انك اشجع العرب؟ فقال لست باشجعهم و لكن اقدم اذا ان الاقدام عزما و احجم اذا كان الاحجام حزما (هذا) الذی تدعوانی للنهوض به من الامره و الخلافه (ماء آجن) ای كالماء المتعفن الذی لا یستساغ طعمه فان الخلافه تشوبها المكاره و المصاعب و المتاعب (و لقمه یغص بها اكلها) فلا یهناء بها و معنی (غص) بالشی ء، بقی فی حلقه و نشب فی لهاته فلم یتمكن من بلعه، كما قال الشاعر (اكاد اغص بالماء الفرات). و بعد ما شبه الامام علیه السلام الخلافه بالماء الاجن و اللقمه الصعبه، شبه نفسه بالذی یقطف الثمره قبل النضج (و مجتنی الثمره) من (اجتنی) بمعنی قطف (لغیر وقت ایناعها) یعنی قبل بلوغها النضج و الكمال، و (اللام) للتاكید، فان وقت خلافه العام الظاهریه لم یحن بعد اذ لو قام بالامر لم یتبعه الاجماعه قلیله، و ذلك یورث الفتنه التی تعصف بالاسلام و لذا ترك الامام حقه، فاذا قمت انا فی هذا الوقت كنت (كالزراع بغیر ارضه) الذی لا یحصل شیئا من ثمره فان الناس لیسوا

بمحل قابل لخلافه الامام و انما هم محل لابی بكر، فانهم الی اشباههم امیل، و قد اخبر القران الحكیم بذلك بقوله: (افان مات او قتل انقلبتم علی اعقابكم). (فان اقل) ان الخلافه لی و انتم غاصبون لها (یقولوا حرص علی الملك) بان یسیطر و یتسلط علی الملك و المنصب (و ان اسكت) فلا اطالب حقی (یقولوا) و المراد ناس آخرون (جزع من الموت) و خاف انه اذا طلب حقه و قامت المحاربه، قتل فی سبیل ذلك، فتخلصا من الموت یسكت عن حقه (هیهات) ای شتان بین هذه المزاعم و بین الواقع، فلو طلبت لم یكن طلبی حرصا علی الملك و لو سكت لم یكن سكوتی جزعا من الموت (بعد اللتیا و التی) ای تلك المزعمه الاولی و المزعمه الثانیه ای بعد التجاوز عن هذین الكلامین الباطلین، الحق فی ان سكوتی لمصلحه الاسلام، و لو طلبت كان لاجراء الحق و ارجاع الخلافه الی اهلها الشرعی و اللتیا مصغر التی، و تصغیرها شاذ، كما قال ابن مالك (و صغروا شذوذا الذی التی) (و ذامع الفروع منها تاوتی و هذا مثل اصله ان رجلا تزوج بقصیره سیئه الخلق فشقی بعشرتها ثم طلقها و تزوح باخری طویله فكان شقائه بها اشد فطلقها، فقیل له الا تتزوج؟ قال لا اتزوج بعد اللتیا و التی (و الله) لیس السكوت خوف الموت، فانه (لابن

ابی طالب) یعنی نفسه علیه السلام، و اللام، للتاكید (انس بالموت) ای اكثر انسا بان یموت (من الطفل بثدی امه) فلیس لی خوف من الموت (بل) سكوتی لانی (اندمجت) ای انطویت و اشتملت (علی مكنون علم) ای علم مكنون، هو ما اعلم من نتائج الامور و عواقبه و ان الله انما امهل هولاء للامتحان و الاختبار. (لو بحت به) من باح بسره اذا اظهره، ای لو اظهرت ذلك العلم (لاضطربتم) انتم (اضطراب الارشیه) جمع رشاء بمعنی الحبل (فی الطوی) جمع طویه و هی البئر (البعیده) ای العمیقه فكما یكثر اضطراب الحبل فیها عند السقاء- لبعد عمقها- كذلك یكثر اضطرابكم و لو اعلمتكم بما اعلم، فانه علیه السلام لو اخبرهم بامتلاك اولئك الامر و ما یسببون من اراقه الدماء و تغییر الاحكام و سوق الناس بالغلظه و الاستیثار بفی ء المسلمین و ما الی ذلك لاضطراب المسلمون اشد الاضطراب، كما ان من یخبر ان حاكمه سوف یظلم و یوذی خاف و اضطراب، لكن الامام یسكت عن ذلك كله ابقائا لنظام الاسلام، و لعدم ایجاد حرب داخلیه توجب العصف بالاسلام و المسلمین


صفحه 81.